الصومال في مفترق طرق

قد يواجه الرئيس الصومالي محمد فارماجو أكثر الأوقات تحديًا في حياته الرئاسية بعد أربع سنوات بالضبط منذ انتخابه الرئيس التاسع للدولة الواقعة في القرن الأفريقي.بعد إخفاقه في تنظيم الانتخابات في موعدها، وعدم وجود اتفاق في الأفق بشأن موعد إجراء الانتخابات، سيبقى فارماجو، بعد 8 فبراير، في منصبه بشكل قانوني فقط بناءً على اقتراح قانوني أقره البرلمان الفيدرالي في سبتمبر من العام الماضي الذي ينصّ على إن جميع الرؤساء يغادرون مناصبهم بمجرد انتخاب رئيس جديد وأداءه اليمين الا أنه لم يذكر مدة بقاءه.

لكن يبدو أن المشكلة سياسية بحتة الآن، وحذّرت المعارضة ليلة الأحد من أنهم سيسحبون الاعتراف بفارماجو كرئيس للدولة ، إذا اختار البقاء بعد 8 فبراير.

صرح عبد الله حرسي ، وزير إعلام ولاية بونتلاند، لوسائل الإعلام يوم الأحد أن ولايته لن ترى فارماجو كرئيس فيدرالي للصومال بعد الآن.من جانبه.

من جانبه, قال مجلس مرشحي الرئاسة، – تجمع سياسي للمعارضة يسعون لإقالة فارماجو- إنه لن يعترف بحكومة الرئيس الحالي فرماجو.

واقترحو بتشكيل “مجلس انتقالي” للإشراف على تنفيذ اتفاق 17 سبتمبر 2020 بشأن الانتخابات غير المباشرة.

وأضاف التجمع الذي يضمّ الرئيسين السابقين الشيخ شريف أحمد وحسن شيخ محمود ، وكذلك رئيس الوزراء السابق حسن خير ، في بيان مساء الأحد ، “إن الفريق الانتقالي يجب أن يترأسه رئيسا البرلمان: عبدي حاشي رئيس مجلس النواب ومرسال محمد رئيس مجلس الشيوخ, كما يضم قادة الأقاليم وجماعات المجتمع المدني وممثلي الأحزاب السياسية.

الرئيسين السابقين حسن شيخ محمود وشريف الشيخ أحمد

قال عبد الشكور عبد الرحمن، زعيم حزب واداجير, “انتهت فترة ولاية الرئيس فارماجو، إن أي شخص يريد أن يستمرّ بقاءه في السلطة سيكون مسؤولاً جزئياً عن عدم استقرار البلاد وانهيارها”.

“ندعو الرئيس المنتهية ولايته إلى الالتزام بالدستور لتجنب فقدان حق اللقب (الرئيس السابق), فالانتخابات المؤجلة ليست هي القضية الرئيسية، حيث ان جميع الانتخابات الأربعة السابقة قد تأخرت لسبب أو لآخر”.

قال آدم هيرسي، مسئول سابق في ولاية جوبالاند، ” للمرة الرابعة منذ يناير 2011, لقد فشلت الصومال في إجراء الانتخابات في الموعد المحدد،”.”هذا أمر مؤسف ولكنه ليس جديدًا. ومثلما نفعل دائمًا سنجد حلا”.

هل تدخل الصومال في أزمة دستورية

انتهت اليوم 8 من فبراير ٢٠٢١ ولاية الرئيس الصومالى، محمد عبد الله فرماجو، دون اتفاق سياسى لتداول السلطة، ما أدى إلى اعلان تحالف أحزاب المعارضة، عدم اعترافهم بشرعية الرئيس ودخول البلاد بأزمة سياسية وفراغ دستوري .

وكان الرئيس الصومالى محمد عبد الله فرماجو، حاول الضمان لفترة ولاية ثانية من خلال تعيين هئية الانتخابات الوطنية و إقرار نظام انتخابى إثنى يعتمد على انتخابات غير مباشرة كان من المقرر إجراؤها في أواخر العام الماضي على أن يعين زعماء العشائر والإثنيات من كل ولاية عضوا لاختيار أعضاء البرلمان الذين سينتخبون بدورهم الرئيس بعد ذلك.

وأجرى الرئيس فرماجو ورئيس الوزراء حسين روبل، محادثات الأسبوع الماضي في ولاية غلمدج مع قادة خمس ولايات اتحادية على أمل التوصل إلى حل وسط لكن المحادثات باءت بالفشل يوم السبت الماضى.

الرئيس فرماجو ورئيس الوزراء الصومالي روبلي

الانتخابات الصومالية وتأثير دول الإيغاد

تساؤلات كثيرة يطرحها المشاهد والمهتم بالشأن الصومالي، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل عدم اتفاق صومالي حول سير العملية الانتخابية في عدد من الأقاليم الصومالية، ابرزها جوبالاند، وكذلك تدهور العلاقات مع جارتها كينيا، والقرار الاخير الذي خرجت به اللجنة التي شكلتها منظمة الإيغاد، فيما يتعلق بالادعاءات الصومالية بأن نيروبي تتدخل في الشؤون الداخلية لها وعدم احترام سيادته.

أوضح القرار الذي أصدرته دولة جيبوتي أكدت فيه عدم تدخل كينيا في الشؤون الداخلية للصومال، في ذات الوقت هذا القرار أغضب الصومال، وصرحت لاحقا انها ستدرس قرار مصيرها ووجودها في منظمة الإيغاد، ووصفت مقديشو قرار لجنة التحقيق بالمنحاز إلى نيروبي.

رؤساء دول أعضاء منظمة ايغاد

في مرات سابقة أوضح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد ان دولة كينيا تلعب دورا محوريا في عملية حفظ السلام الدولية في الصومال، كما تقدم دعما سخيا للاجئين الصوماليين في اراضيها منذ سنوات، وفتحت أبوابها لهم.

ودعا مقديشو ونيروبي الى فتح نوافذ الحوار بينهما بدلا من التصعيد الدبلوماسيي. رغم الحرب الإعلامية التي بدأتها الصومال ضد كينيا مع اقتراب موعد الانتخابات الصومالية.

يبدو للمتابع للأحداث أن القرارات التي خرجت من منظمة الإيغاد، وتصريحات رئيس الاتحاد الافريقي، لا تصب في صالح الحكومة الصومالية اطلاقا، في هذا الوقت الحساس والحرج من تاريخها، تحتاج الصومال إلى دعم سخي وقوي من قبل حلفائها في الاتحاد الأفريقي و المنظمة.

وتجدد الصومال اتهاماتها ان كينيا تستضيف متمردين يهددون الامن القومي لجمهورية الصومالية الفيدرالية، وتتدخل في اقليم جوبالاند الصومالي حتى تحافظ على مصالحها الاستراتيجية فيها.

توجد دول ربما لها القدرة على القيام بدور محوري واستراتيجي للصومال، مثل السودان واثيوبيا، لكن الدولتين الآن لهما من المشاكل والضغوط، ما يجعلهما بعيدان كل البعد للعب دورهما الريادي في منطقة القرن الأفريقي.

السودان تعاني من اضطراب سياسي بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر حسن احمد البشير، وتعاني كذلك من مشاكل اقتصادية حادة ربما تقود في الايام المقبلة الى سقوط حكومتها الانتقالية، إذا لم تستجب لمعاناة المواطن، بالاضافة الى التوترات الحدودية في الشرق مع جارته إثيوبيا في منطقة الفشقة الصغرى والكبرى التي كانت تحت سيطرة المليشيات الأثيوبية قرابة 25 عاما، إلا أن القوات السودانية بدأت في استرداد أراضيها الزراعية الخصبة من الإثيوبيين منذ أواخر العام الماضي، ما أثار غضب أديس أبابا.

فإثيوبيا نفسها تعاني من حرب أهلية في إقليم تيجراي الشمالي.

545 تعليقات

فريق التحرير مقالات 288

545 تعليقات

أترك تعليق إلغاء التعليق

أحدث المقالات

أحدث التعليقات